الهندسة المعمارية هي تخصّص هندسي يتعامل مع الجوانب التكنولوجية والمناهج المتخصّصة في تخطيط وتصميم وبناء وتشغيل المباني، مثل للأنظمة الهيكلية والسلوك وخصائص مكوّنات ومواد البناء، وإدارة البناء، وكذلك التحليل والتصميم المتكامل للأنظمة البيئية الآتية:
- الحفاظ على الطاقة
- التدفئة والتهوية وتكييف الهواء
- السباكة
- الإضاءة
- الحماية من الحرائق
- الصوتيات
- النقل الرأسي والأفقي
ولذلك تُعرف الهندسة المعمارية أيضاً باسم هندسة المباني.
ويكمن جمال الهندسة المعمارية في أنّها تعكس هوية المكان الذي تمّ بناؤه على أساسها. وهي تشرح للناظر إليها دون أن تتكلم عن عادات وأفكار ساكنيه، وأيضاً عن الحالة الاقتصادية والاجتماعية التي مرّ بها هذا المكان.
فالعمارات دليل ساطع على ثقافة وحياة الناس الذين عاشوا أو ما زالوا يعيشون فيها.
تاريخ الهندسة المعمارية
تكوّنت الحضارات عبر التاريخ من خلال أمم كانت تسعى لإيجاد هوية خاصة وطابع مميز لها، وهو ما وصل إلينا من خلال ما يطلق عليه تعبير “التراث الحضاري للأمم”. ومن خلال هذا التراث نستطيع أن نقارن بين الحضارات المختلفة ونتعرّف إلى خصائصها ومميزاتها.
إنّ دراسة الطابع المعماري لفترات التاريخ المختلفة منذ بدء الخليقة وحتى الآن يساعد كثيراً في الوصول إلى تلك الخصائص والمميزات. فالطابع المعماري للبلدان يتغيّر بتغيّر العوامل العديدة المؤثرة في حياة الإنسان، كالعوامل الطبيعية مثل المناخ والجغرافيا وجيولوجيا الأرض، والعوامل البشرية مثل الحالة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لكلّ بلد.
وعلى الرغم من أنّ تاريخ العمارة كشكل من أشكال دراسة التاريخ هو عرضة لكثير من الاحتمالات والاتجاهات التي تحدّه كمنهج للدراسة والمقارنة. فقد اهتمّت الدراسات الغربية تحديداً بدراسة تاريخ العمارة، ونشأ عن تلك الدراسات وجهات نظر كثيرة خاصة بدراسة العمارة عبر تاريخها. وعلى العموم فإنّ التاريخ المعماري يعتبر جزءاً من تاريخ الفن لأنّه يهتم بدراسة التطور التاريخي الخاص بتصميم المباني وتخطيط المدن.
وظائف الهندسة المعمارية
يُعرف اختصاص الهندسة المعمارية بارتباطه الوثيق بالفن وعلم الهندسة. في الوقت ذاته، فهو يتضمّن ابتكار وتخيّل الشكل الخارجي للبناء أو العقار، ومن ثم إمكانية رسمه وتصميمه على الورق بأدق التفاصيل، ومن ثم متابعة وتوجيه المهندسين المدنيين خلال فترة التشييد. وكلّ هذا ضمن معايير علمية محددة تضمن لهذا الخيال أن يتحقّق على شكل بناء صالحٍ للعيش فيه بسلام وأمان، ويستطيع مواجهة الحوادث الطبيعية العادية والطارئة. لذلك كلّه يحتل المهندسون المعماريون موقع الصدارة في مواجهة العديد من التحدّيات الرئيسية في القرن الحادي والعشرين، فهم يطبّقون أحدث المعارف والتقنيات العلمية على تصميم المباني.
ومن خصائص الهندسة المعمارية أنّها تراعي الوقائع البيئية والجيولوجية لموقع البناء، وظروف المنشآت المجاورة أثناء القيام بالتصميم الجديد، سواء كان بناءً سكنياً، أو منشأة صناعية أو خدمية، أو جسراً أو نفقاً. ففي جميع هذه الأصناف وغيرها ينبغي أن يراعي البناء حاجات الناس فيه، فمثلاً عمارة الجوامع يجب أن تذكّر من يراها بالتاريخ الإسلامي العريق لتغطّي الجانب الروحي. أمّا تصميم الجسور فيجب أن تذكّر بالمتانة أولاً ثمّ الجمال، وأمّا الأبنية السكنية فيجب أن تتّسع لعدد جيد من الناس ضمن مساحة مناسبة ومريحة.
ويكمن جمال الهندسة المعمارية أيضاً في أنّها تعكس هوية المكان الذي تمّ بناؤه على أساسها. وتشرح للناظر إليها دون أن تتكلم عن عادات وأفكار ساكنيه، وأيضاً عن الحالة الاقتصادية والاجتماعية التي مرّ بها هذا المكان. فالعمارات دليل ساطع على ثقافة وحياة الناس الذين عاشوا أو ما زالوا يعيشون فيها.
الفرق بين الهندسة المعمارية والعمارة
يخلط الكثيرون بين العمارة والهندسة المعمارية بحيث يتمّ التعامل معهما على أنّهما تخصّص واحد يقوم خرّيجوه بنفس المهام. لكنّ الحقيقة غير ذلك، لأنهما تخصّصان منفصلان في مهام العمل وطبيعة الدراسة.
ويمكن القول أنّ المهندسين المعمارين ومصمّمي العمارة يقومون بالعمل سوياً وفي تناغم لبناء أفضل المباني وأحدث التصميمات. أما الفروقات بين العمارة والهندسة المعمارية وطبيعة عمل كلّ منهم فهي كالآتي:
- العمارة قسم من أقسام كلية الفنون، والهندسة المعمارية قسم من أقسام كلية الهندسة
- تعتمد العمارة على التصميم من حيث الشكل الفني، لكنّ الهندسة المعمارية تراعي كافة المعايير الهندسية في البناء المعماري
- يختصّ المهندس المعماري بتصميم أماكن لأنظمة الكهرباء والإضاءة للمبنى، بينما يهتمّ مصمّم العمارة فقط بالشكل الداخلي والخارجي للمبنى
- يهتم مصمّم العمارة بتكاليف مواد البناء فقط، أما المهندس المعماري فهو يأخذ في اعتباره تكلفة كافة المعدّات لتنفيذ المشروع
- المهندس المعماري لديه القدرة على تحويل كافة الحسابات الرياضية على أرض الواقع أثناء البناء